|
الذكر وفضله
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمدا الصادق الأمين ..
ثم أما بعد:
إذا سألت أي
شاب في عصرنا الحاضر ما تريد أن تحقق في حياتك بشوق يجيب عليك .؟
يريد أن يحقق
حياة آمنة مستقرة ، يريد أن يؤمن مستقبله .
فيا ترى ، ما
الأمن الذي يبحث عنه ؟ تجده يبحث عن حياة مريحة خالية من الخوف والهم والقلق له
ولأولاده خاصة عند تقدمه في السن ، فهل فعلا هذه هي الحياة الآمنة الذي يبحث
عنها المسلم .؟ وهل هذا هو تأمين المستقبل .؟
إن الحياة
الآمنة هي الراحة النفسية والاطمئنان التام لرضا الله –لقضاء الله- وقدره .
هي الرضا
والقبول والقناعة بما أعطى الله للإنسان ، في كل المجالات من مال وأولاد ورزق وأخلاق
وعلاقات .....الخ.
إذن تجد الحياة
الآمنة في قوة الإيمان بالله تعالى ، الذي أعطى الأمن والأمان والطمأنينة
والسكينة لعباده المؤمنين قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:82]
فالأمن حاجة نفسية يحتاج إليه كل إنسان حتى يبتعد عن توتر الحياة وإرهاق العمل ،
وحتى يتجدد نشاط الإنسان جعل الله سنة كونية ألا وهي سنة النوم ليريح الإنسان
جسده ، وجعل الله الليل سكنا ، والنهار معاشا ، لكنها لا تهدأ النفوس.
ولا تكفي
لراحتها ، لأنها تخفف توتر الجسد لا توتر النفوس .
لذلك جعل الله
تعالى للنفوس علاج آخر ، يهدأ النفوس ويطمئنها ، عن طريق الصلة به عز وجل بذكره
{ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ...} فذكر الله حياة القلوب بالاتصال برب
القلوب ، فيكشف همها ويزيح غمها ، فهمها يثقل كاهلها فجعل الهموم هما واحدا .
هو هم الآخرة ،
فكفاه الله هم غيرها ، وجعل غناه في قلبه لإيمانه أن ما عند الله خير وأبقى وأن
الغد أفضل من اليوم ، لأنها الحياة الآمنة ، التي لا خوف فيها ولا قلق ، ولا
مخاطر فيها ولا هموم ، فاطمأنت نفسه بذكر الله فداوم عليه قال تعالى :{ألا بذكر
الله تطمأن القلوب} سورة الرعد . فشغله ذكر الله عن الخوف والقلق عن المستقبل ،
لتوكله على الله تعالى .
الذي بيده كل
الصحة والعافية والرزق ..بيده كل شيء في الحياة فأصبح كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم : في الحديث الذي رواه أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه,
فكأنما حيزت له الدنيا). فلا خوف على رزقه ، ولا حياة أسرته معتقدا أن الله قد
كتبه له وهو في بطن أمه ، فلا خوف من المستقبل ، لاعتقاده أنه بانشغاله بذكر
الله وثناؤه عليه ، فسيعطيه أفضل مما سأله السائلون ، وسيبارك له في رزقه وأهله
وماله وولده وكل شيء.
مصداقا لحديث
النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل :قال: {إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن
مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين . ...} اللهم اجعلنا منهم إنك على كل شيء
قدير
|
|
الذكر والحياة الآمنة
|


0 التعليقات:
إرسال تعليق